منصة غير ربحية للعلم والدين
الإسلام هو دين الله تعالى الذى أسلم به له من فى السموات والأرض، {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)} سورة آل عمران). وقد وجه الله الناس في القرآن الى مفهوم “دين الله” ليميزوه عن مفهوم “دين الناس”، وليميزوا بين كلام الله وكلام الناس فى كتب التفاسير والفقه. ولذلك جعل الله معاييرا تحوكم مفاهيم الإيمان والعمل فى الإسلام، أنزلها فى القرآن، ليحفظها من تدخل البشر. وهى المعايير التى اكتشفناها ووثقناها في كتاب “معايير الحوكمة فى دين الله” وقدمناه للناس مجانا على هذه الصفحة على هذه المنصة.
والقرآن هو كتاب دين وعلم معا، أثبتت آياته بالبرهان وبالمنهج العلمى أنه من عند الله، {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ. وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)} سورة الحج . وقد وثقنا اكتشاف أن القرآن كتاب علم في كتابنا “اكتشاف المنهج العلمي للقرآن“، والذى يمكن تحميله على هذه الصفحة في منصة معهد الرشد. فمن درس علمه من العلماء فقد درس علما حقيقيا مثبت بالتجربة العلمية التي لم تدحض منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، ولن تدحض أبدا.
وأنزل الله علم الرشد الإنسانى فى القرآن ليعلم الناس كيف يتخيرون ويحسبون نتائج قراراتهم فى الحياة ليتعلموا كيف يصنعون الاختيار الأكثر صوابا، الذى يحقق أحسن النتائج المحسوبة في كل مواقف حياتهم اليومية. وهو علم قدمه لنا القرآن في آيات كثيرة، شملت دراسة حالة عملية لتعلم موسى من معلم كان يعلمه الرشد، لكنه أخرجه من فصل التعليم بعد ثلاثة دروس فقط، وذلك كما جاء سرد القصة فى سورة الكهف. وقد وفقنا الله في اكتشاف القواعد العلمية لمعايير الرشد حيث وجدناها فى الأربعة قواعد التالية: التحقق من مصداقية الثوابت الموروثة، والوعى بمتغيرات العصر الجارية المؤثرة، وتعلم معارفه وعلومه، وإجراء حسابات النتائج لكل قرار وتوجه قبل الإقدام عليه. وقد وفقنا الله فى اكتشاف 58 معيارا للرشد الإنسانى منبثقة عن تلك القواعد الأربعة، وشرحناها في كتاب “تأسيس علم الرشد الإنسانى“، وقدمناه للناس مجانا، والقراءة والتحميل على هذه الصفحة في منصة معهد الرشد.
ومهمة معهد الرشد هي تعليم ما فى القرآن من برهان القرآن ومنهجه العلمى، وتعليم دين الله المنزل وما فيه من معايير تحوكم الإيمان والعمل به وتعليم الرشد الذى تعلمه موسى، وأخيرا تعليم تكنولوجيا العصر.
فإذا تعلم الإنسان معارف وعلوم عصره، ثم تعلم وبنى فى نفسه قدرات الرشد الإنسانى، ثم تعلم معايير دين الله، كما أنزلها بلا تغيير ولا تفسير طائفي، فقد تحصل على الوعى بمجريات عصره، وعاش كإنسان رشيد متيقنا من حقائق الدنيا والدين.
أنشأ هذه المنصة المهندس عبد الحليم محمود – بفضل من الله – لتكون وجهة لطلاب العلم، ومركزا لنشر أبحاثه ودراساته فى العلوم الإنسانية والدينية، والتى امتدت عشرات السنين في علوم القرآن الكريم. شملت أبحاثه اكتشافات فى رسالة الله للناس، حيث وجدها رسالة واحدة، أرسل بها نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، وبمضمون واحد يقول (أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ). كما اكتشف أن الله قد خاطب العقل البشرى فى جميع كتبه ليعلم الناس أنه الحق من ربهم، فتؤمن به عقولهم قبل قلوبهم.
والله نسأل أن يكون معهد علوم الرشد، وما يقدمه من محتوى عملى وحقائق دين زادا يعين الناس على الموزنة بين حقائق دنياهم ودينهم، فينصلح به إيمانهم وأعمالهم، ويقيهم من الجهل والضعف والتخلف، ومن ضلالات الشيطان والهوى.