المقالة الثانية: التحليل الاستراتيجي لمشكلات الأمة المسلمة

جمادى الأخر 1432 أول يونيو 2011

التحليل الاستراتيجى لتحديد جذور مشاكل العالم الاسلامى طبقا للمنهجية التالية:

  1. تحليل استراتيجى للأحداث والسياسات العالمية الخارجية المؤثرة على العالم الاسلامى
  2. تحليل استراتيجيى للظروف الداخلية المؤثرة على الدول المسلمة والأقليات المسلمة
  3. تحليل استراتيجيى لعوامل الضعف فى العالم الاسلامى
  4. تحليل استراتيجيى لعوامل القوة فى العالم الاسلامى
  5. اكتشاف فرص الاصلاح والحلول من واقع التحاليل الاستراتيجية الأربعة بعاليه
  6. تعريف وتحديد شخصية الأمة المسلمة كهوية دينية لا تحدها حدود جغرافيا
  7. بناء رؤية استراتيجية للأمة المسلمة

 أولا: تحليل استراتيجى للأحداث والسياسات العالمية الخارجية المؤثرة على العالم الاسلامى

  • تنقسم اليوم خريطة الأمم المؤثرة فى قرارات العالم السياسية والعسكرية الى أربعة أمم
    1. أمة العالم الغربى بقيادة أوروبا وأمريكا ويجمعهم حلف الناتو وعقيدته العسكرية التى تخدم استراتيجيات دينية وسياسية واقتصادية عسكرية خارج حدودها يسيطرون بها على النصف الغربى من الكرة الأرضية اضافة الى الشرق الأوسط والأدنى ويطوقون بها دول فى شرق وغرب وقلب العالم الاسلامى وأيضا يطوقون بها حدود روسيا جنوبا وغربا
    2. ثلاث أمم فى العالم الشرقى منقسمة الى ثلاث قوى عظمى وهى منفصلة عن بعضها البعض وهى أمة الصين وأمة الهند وأمة الاتحاد الروسى وكل أمة منهم لها عقيدتها العسكرية التى تخدم استراتيجياتها التى تعمل على تعظيم قدارتها الاقتصادية والعسكرية داخل حدودها ولا طمع لها فى عمليات عسكرية خارجية تستهدف الأمة المسلمة فى شئ.
  • أعلنت العقيدة العسكرية الأمريكية التى تقود حلف الناتو فى فبراير 2010 أن مسرع عمليات العسكرية يمتد فى كل العالم للضرب الاستباقى لعدو محدد وهو الارهاب والارهابيون وهى الصفات التى يلصقونها بالاسلام والمسلمين دولا وأفرادا. ولم تذكر عدو روسى ولا صينى وان كانت بدعوى الحرب على الارهاب واحتلالها وحرية حركتها فى أراضى الأمة المسلمة تستهدف عسكريا تطويق حدود روسيا وملاصقة الصين وقدرة السيطرة على الكرة الارض
  • تم اشلال دور الامة المسلمة  تحت الاحتلال والحصار العسكرى لأمة العالم الغربى بقيادة الناتو الذى طوقها اعتداء واحتلالا أو حصارا من أفغانستان وباكستان شرقا الى ليبيا غربا.
  • أعلنت بعد ذلك كلا من روسيا والصين عقيدتها العسكرية وحددت فيها عدوها بحلف الناتو
  • لايوجد استراتيجية ولا عقيدة عسكرية للأمة المسلمة تحدد فيها أعدائها كما حددت تلك الأمم
  • ليس للأمة المسلمة وجود فى خريطة الأمم المؤثرة على قرارات العالم السياسية والعسكرية
  • لايوجد للأمة المسلمة أى استراتيجية عسكرية لكسب صداقة وتعاون الأمم الثلاث الصينية والهندية والروسية والتى يمكن مساعدتها فى حفظ التوازن العسكرى للأمة قبل حلف الناتو
  • لم تحاول دول الأمة المسلمة مطالبة الناتو بانهاء العدوان والحصار على الأراضى المسلمة, بل على العكس فقد اشتركت بعض الدول المسلمة الى التعاون مع الناتو فى العدوان على أفغانستان والعراق وليبيا بدلا من استخدام قوات تابعة للهوية الاسلامية كما فعلت فى مساعدة البحرين. لم يهمل حلف الناتو الفرصة التى جاءته مجانا فى ليبيا من الجامعة العربية فشرع فى تخريب البنى التحتية الليبية كدولة مسلمة امتداد لسياساته فى العراق وافغانستان وباكستان وفلسطين من قبل ولم يضع فى خطته أى أهداف لازالة القذافى من الحكم منذ بدأ فى 31 مارس وحتى اليوم الأول من يونيو 2011 أى على مدار 60 يوما ولو أراد أن يزيل القذافى بفرقة مخابرات فى 8 ساعة لفعل ولكن لم تحدد الجامعة العربية حدود ومواصفات مهمة الناتو فى ليبيا فالتزم بعقيدته العسكرية العدوانية وأهدافه السياسية بتخريب البنى التحتية والعسكرية للدول المسلمة كلما سنحت له الفرصة لما خطط من سيناريوهات ولتضخيم فاتورة الحساب.
  • ليس للدول المسلمة المتعاونة مع حلف الناتو حتى اليوم أى خطة للانسلاخ عن الناتو

ولا شك أن تلك الحروب التى يقودها تحالف من 49 دولة على الأمة المسلمة فى العراق وأفغانستان وباكستان وليبيا ومايدور فى الصومال وفلسطين ومن تقطيع للسودان ومحاصرة باقى الدول الاسلامية فى افريقيا وحول ايران وسوريا وتلك القواعد العسكرية فى معظم الدول الاسلامية وحولها, لاشك أن كل ذلك ترجمة لسياسة الحرب العالمية الغير المعلنه صراحة على الاسلام وان كان قد أعلنها وبدأها جورج بوش ومازالت للأسف مستمرة بعده حتى اليوم رغم ان الرئيس أوباما قد خفف من حدتها وقلل من تسارعها ولكن لم يوقفها حتى الأن ولن يستطيع أن يوقفها وحده وان حاول. والسبب أن الحرب على الاسلام والمسلمين أصبحت تدار بمنهجية مؤسسية اسرائيلية أمريكية أوربية تقودها مؤسسات لها أهداف دينية ضد الاسلام مثل اللوبى الصهيونى وفصيل اليمين المسيحى المتطرف الجديد توافقت مع استراتيجيات  اقتصادية لاستغلال منابع وأموال البترول توافقت مع استراتيجيات عسكرية تتمثل فى تقوية العدو الصهيونى فى اسرائيل  واشلال القدرة العسكرية المسلمة ضده من ناحية تنفيذ للأهداف الصهيونية ومن ناحية أخرى احكام الحصار حول روسيا والصين تنفيذ للأهداف العسكرية للناتو. وبالتالى فلايمكن لشخص منفرد مثل الرئيس أوباما مهما حسنت نيته أن يوقف تلك الاستراتيجيات الثلات التى اجتمعت قبل مجيئه فى تحالف دولى جمع أكثر من 49 دولة ضد المسلمين وبتغذيه من الموساد والسى أى ايه وتأييد من الكونجرس الأمريكى وبرامج اعلامية وادارة وتمويل عمليات ممنهجة لاصطناع أحداث ارهابية بانتظام واستمرار ليستفز بها العالم كل فترة ضد الاسلام والمسلمين.

وليس لدى العالم الاسلامى أى استراتيجية لمواجهة تلك الاستراتيجيات الثلاث المعادية.

 وللحقيقة فان الأمة الغربية كأمة وكشعوب ليست فى حرب ضد الاسلام وانما هى فقط ألة الحرب الغربية التى تغيذها مصانع السلاح الأمريكية الأوروبية التى تشارك البنتاجون وتحرك رجال الكونجرس وتتحالف مع اللوبى الصهيونى ويتولى التنفيذ حلف الناتو مع أجهزة وعصابات المخابرات العالمية . أما أغلبية الشعوب الغربية فى أمريكا وأوروبا فهى شعوب طيبة ليست مع الاسلام ولا ضده ولاتدرك حقيقة الأهداف الخفية للحروب العالمية التى يدفعون ثمنها من أقواتهم ضد الاسلام.  ولم يحدث أن خطط العالم الاسلامى استراتيجية لجذب ذلك الجمهور الغربى ومحاولة تحويله من محايد الى مدافع أو حتى مستفهم عن المغزى الحقيقى لكل تلك الحروب فى كل تلك الدول الاسلامية وانما تركه يتأثر سلبيا باستراتيجيات الاستفزازات المصطنعة الموجهة ضد الاسلام فتتزايد بالتدرج نسبة التحول منهم من محايدين الى معادين للاسلام بجهالة.

وليس لدى العالم الاسلامى اليوم استراتيجية للدفاع الاعلامى أو السياسى أو العسكرى عن العالم الاسلامى “كأمة واحدة”  رغم أن الحرب المعلنة اليوم على الاسلام هى حرب ضد الأمة المسلمة كأمة للأسباب التالية:

  1. حرب دينية ضد الاسلام لمصلحة الصهيونية واسرائيل وفصيل اليمين المسحيى المتطرف الجديد
  2. حرب نهب واستغلال لثرواتها البترولية واستغلال لثرواتها المالية بمبيعات السلاح
  3. حرب عسكرية لاشلال القدرة العسكرية المسلمة فى مواجهة اسرائيل وأيضا استغلال موقعها الاستراتيجي العسكرى ليسهل الانتشار فى النصف الشرقى من الكرة الارضية وتطويق روسيا والصين
  4. السبب الرابع للحرب على الأمة المسلمة هو قبول قادتها لتهميش دورها العسكرى وقبول ضعفها العسكرى وغياب وجود حلف عسكرى من الدول المسلمة فاصبحت مطمعا واجبا ومغنما سهلا للناهشين.

 الحلول: اضطلاع قادة العالم الاسلامى من جميع رؤساء وملوك الدول بمسؤليتهم فى حماية الاسلام من خلال حماية الأمة المسلمة وتطويرها ولا يتأتى على أى قائد منهم الوقوف موقف المتفرج على باقى اخوانه من قادة الأمة الذين سيضطعون بواجبهم وأيضا لا يجب على قادة الأمة ترك شعوبهم ليجتهدوا كأفراد فى كيفية حماية الأمة بأجسامهم ولذلك فعلى جميع قادة الدول المسلمة تبنى الاستراتيجيات التالية:-

  1. رفض اتهام الاسلام والمسلمين بالارهاب:أن تذرع الغرب لشن الحروب على أفراد ودول المسلمين نتيجة احداث اجرامية فردية مفبركة لم يشترك قضاة مسلمون رسميون فى التحقيق القضائى فيها لايلزم المسلمين بقبولها أو التسليم بصحتها بل عليهم رد بالاتهام للغرب بالتأمر وتورط مخابراتهم والموساد باصطناع تلك الحوادث الاجرامية التى يصفونها بالارهاب ثم رمى المسلمين بها لتبرير الاعتداء على الاسلام والمسلمين
  2. الانسلاخ من أى تحالفات مع حلف الناتو وادراك أن الحروب الدائرة اليوم على الدول المسلمة هى حرب دينية غير معلنة على الاسلام وليست حربا على الارهاب كما يزعمون وبالتالى فعلى قادة الدول المسلمة اعتبار حلف الناتو عدوا المسلمين حتى يوقف الحروب والاحتلال والحصار على الدول الاسلامية.
  3. مواجهة تلك الحرب ك “أمة مسلمة” واحدة: أن الحرب على الاسلام والمسلمين هو فى الواقع موجه ضد “الأمة المسلمة” ككل لافرق بين سنى وشيعى وصوفى وبالتالى فلابد من مواجهتها كأمة مواحدة
  4. تشكيل تحالف سياسى وعسكرى من دول الأمة المسلمة مجتمعة لوقف الخطر الذى يتهددهم جميعا من التحالف الغربى العالمى الذى يضم 49 دولة
  5. اقامة تحالفات متوازنة عسكرية وسياسية واقتصادية مع الصين والهند وروسيا من شأنه ايجاد توازن عالمى فى منطقة الشرق الأوسط وشرق أسيا
  6. توجيه عوامل القوة والقدرة والموارد الاسلامية وجهة واحدة استراتيجيا لخدمة الأمة المسلمة
  7. اعلان انتهاء النزاعات الشيعية السنية السياسية والاعلامية والعسكرية فى مؤتمر قمة سياسى اسلامى سنى شيعى يضم كافة قادة المسلمين تعلن فيه نهائيا انتهاء الخلافات السياسية والعسكرية مع بقاء الخلافات المذهبية واحترام حق كلا الطرفين فى الاختلاف المذهبي فى اطار شهادتين الاسلام.
Visits: 1629
Scroll to Top