المقالة الأولى: تقييم قدرة الأمة المسلمة على حل مشاكلها
جمادى الأخر 1432 أول يونيو 2011
فان هذا المقالات قد تم بحث مادتها على هامش مؤتمر العالم الاسلامى المشكلات والحلول فى العام 1432- 2011 الذى تنظمه رابطة العالم الاسلامى تحت رعاية خادم الحرمين الملك عبداله بن عبدالعزيز. وقد تم العمل في هذا البحث من منظور استراتيجى فى تحليل الظروف الخارجية والداخلية للعالم الاسلامى وفى تحليل نقاط الضعف والقوة فيه حتى يمكن اكتشاف جذور المشاكل وفرص الحلول.
ولما كانت فرص وتوصيات الحلول لاتشكل أى قيمة فى حد ذاتها الا اذا قامت جهة مسؤلة فى العالم الاسلامى بالالتزام بتنفيذ تلك الحلول الى من خلال استراتيجيات عمل وأليات تنفيذ تلك الاستراتيجيات, ولذلك فقد قام هذا البحث بتقييم قدرة الأداء المؤسسى الحالى للعالم الاسلامى على تنفيذ تلك الحلول.
وبناء على نتائج هذا التقييم تم اقتراح انشاء
- كيان مسؤل عن ادارة العالم الاسلامى والاضطلاع بحل مشاكله
- منهجية العمل التنفيذية للحلول الاستراتيجية لمشكلات الأمة المسلمة
- استراتيجية للأمة المسلمة واليات لتنفيذ الحلول.
المقالة الأولى: تقييم قدرة العالم الاسلامى على حل مشاكله
تقييم قدرة العالم الاسلامى على حل مشاكله يحدد احتياجات العالم الاسلامى من كيانات وقيادات وسياسات ليكون قادرا على تنفيذ أى حلول للمشكلات. فقد تكون الحلول موجودة وسهلة ويشار اليها بالبنان ولكن لا توجد جهة مسؤلة عن تنفيذها أو قادرة على تنفيذها. وقد تم التقييم بناء على المعايير العالمية التالية المستخدمة فى تقييم الاداء المؤسسى للدول والأمم:
- تقييم شخصية الأمة
- تقييم قيادة للأمة
- تقييم التركيز على الفرد المسلم فى العالم
- تقييم استراتيجية الأمة
- تقييم المخزون المعرفى للأمة المسلمة
- تقييم الكيانات المؤسسية للأمة
- تقييم برامج العمل والتعاون بين مكونات الأمة
والأتى يقدم نتائج تقييم الأداء المؤسسى لمكونات للعالم الاسلامى ويحدد احتياجاته المؤهلة لحل مشكلاته:-
- تقييم شخصية الأمة المسلمة: ان العالم الاسلامى هو مسمى من مسميات الأمة المسلمة الواحدة وهى أمة موجودة بالفعل ولكن لم يتم الاتفاق على تعريف شخصية تلك الأمة بعد كهوية دينية وككيان عالمى يواجه تحديات واحدة فى أمنه وحياته ومستقبله. ويلزم قبل اقتراح أى حلول للعالم الاسلامى تعريف الشخصية التى نطلب الحلول لها أولا وبالتالى فان أو خطوة نحو ايجاد حلول لمشكلات العالم الاسلامى تبدأ بالاتفاق الرسمى الدولى على تعريف واعلان شخصية الأمة المسلمة كأمة تجمع كل مكونات العالم الاسلامى ويشمل التعريف تحديد مكوناته الرسمية والشعبية وأهدافه وقيمه الأخلاقيه مع أطرافه ومع الغير والاعتراف به ككيان دينى يظلل مسلمى العالم دولا وأقليات وأفرادا بهوية دينية لا سياسية ولا تشكل أى تعارض من أى نوع مع أى هوية وطنية يحملها أى مسلم يعيش فى أى دولة فى العالم.
- تقييم قيادة الأمة: رغم وجود قيادات مخلصة من رؤساء وملوك الدول المسلمة ورغم وجود مؤسسات اسلامية عالمية الا أنه لايوجد قيادة جماعية رسمية واحدة للأمة المسلمة تعلن مسؤليتها عن ادارة أزماتها كأمة واحدة وتعلن مسؤليتها عن حماية وأمن جميع دولها وأقلياتها وأفرادها من الانقسام ومن العدوان ومن الاتهام بالارهاب. ولذا فان القيادة التى يناط بها تنفيذ حلول مشكلات الأمة غير موجودة حاليا والحل فى تشكيل قيادة جماعية للأمة المسلمة تتكون من رؤساء وملوك الدول مع رؤساء الاقليات المسلمة فى جميع دول العالم لتقوم بمهمة القيادة الرسمية للأمة المسلمة وبالتالى تضطلع بمهمة تنفيذ حلول مشكلات الأمة وصياغة وتنفيذ استراتيجيات التنفيذ لتلك الحلول وحماية وتطوير الأمة والتنسيق والتكامل بين مكونات الأمة.
- تقييم التركيز على الفرد المسلم: رغم قلة برامج حقوق وتطوير الفرد المسلم سواء فى الدول المسلمة أو غير المسلمة الا أن استعداد كل انسان مسلم للمشاركة فى تطوير وحماية الأمة المسلمة وبذل كل غال ورخيص لا يشك أحد فيه الا أن الناس لاتعرف ماهو الدور الذى يجب أن تقوم به ولا توجد مؤسسات تؤهل وتوجه وتعبئ طاقات الفرد المسلم نحو تطوير وحماية الأمة. والحل فى اعادة صياغة استراتيجيات التنمية والسياسات الحالية على مستوى الأمة لتركز على الانسان المسلم لانجاز الأهداف الثلاثة التالية التى بها تحل معظم مشكلات الأمة:-
- بناء انسان مسلم متعلم قوى البنيان والشخصية والارادة والفكر والحرية والعقيدة
- ممارسة الحقوق السياسية والمشاركة الايجابية فى اصلاح المجتمع وفى اتخاذ القرار
- توجيه وتعبئة طاقات الفرد المسلم نحو ممارسات محلية ودولية لنطوير وحماية الأمة
- تقييم استراتيجية الأمة: استراتيجية الأمة هو الشئ الوحيد الناقص من مكونات ادارة الأمة. والحل هو تبنى قادة الدول الاسلامية ورؤساء الاقليات الاسلامية مجتمعين لاستراتيجية للأمة المسلمة لتعالج النقص المذكور فى الثلاثة عناصر المذكورة بعاليه وهو الاعتراف بشخصية الأمة وتشكيل قيادة للأمة والتركيز على الانسان. وايضا ستؤدى الاستراتيجية الأتى:
-
- تحدد شخصية ومكونات تلك الأمة وتحدد دورها وقيمها قبل أبنائها وقبل الغير وتضع رؤية الأمة المستقبلية ورؤيتها لعالم انسانى مسالم ومتعاون
- تحدد الية قيادة جماعية للأمة على مستوى العالم
- تحدد أهداف الأمة البعيدة وبرامج تنفيذها على مدى 20 عاما وبرامج أخرى على مدى 5 سنوات و10 سنوات
- تربط بين مكونات وموارد الأمة من دول وأقليات وشعوب وأفراد
- توصف برامج العمل التنفيذية لبناء قوتها الاقتصادية والعسكرية
- تحدد برامج الاصلاح الاجتماعى والتربوى والسياسى والتركيز على الانسان
- توزع أدوار تنفيذ برامج التطوير وحلول المشكلات على قادتها وشعوبها وأفرادها.
ويحتوى هذا البحث على خطوات تنفيذ تلك الاستراتيجية ومسودة مقترحة لاطار عملها يوضح كيفية صياغة برامجها. كما يطالب البحث أيضا بانشاء علم لاستراتيجية الأمة المسلمة تنشأ له مناهج دراسية وكراس بحثية فى الجامعات المهتمة بشئون الأمة المسلمة وتقدم تلك الجامعات المشورة الاستراتيجية الاسلامية لقادة الأمة المسلمة.
- تقييم المخزون المعرفى للأمة المسلمة فى العلوم التطبيقية والادارة والتكنولوجيا وبقصد به الانتاج المعرفى المسلم فى الصناعة والزراعة والتكنولوجيا والتعليم والبحث العلمى وعلوم الفضاء والصناعات العسكرية ومحصلة كل ذلك هو الذى يشكل وقود الأمة اللازم للريادة بين الأمم والاعتماد على الذات. الا أن الانتاج المعرفى المسلم توقف منذ مئات السنين على مستوى الدول المسلمة وعلى مستوى الأفراد المسلمين أيضا باستثناء بعض الدول المسلمة القليلة التى تعمل دون تكامل مع بعضها البعض. كما يوجد ألاف العلماء المسلمين يقومون بجهود فردية فذة فى مجالات البحث العلمى ولكن يعمل كل منهم بمفرده أو ربما ضمن فريق أجنبى لاعلاقه له بأخيه المسلم الذى ربما يعمل هو الأخر فى جزيرة منعزلة وهذا لا يخدم فى بناء المخزون المعرفى للأمة المسلمة ككل. والحل يأتى بعد اعلان شخصية الأمة وتشكيل مجلس جماعى لقيادتها من خلال صياغة استراتيجية للأمة تخصص موارد وبرامج لبناء وتبادل انتاج معرفى بين مكونات الأمة المسلمة من دول وأقليات وعلماء.
- تقييم الكيانات المؤسسية للأمة المسلمة والتى تشكل دولاب عمل وتنفيذ برامج التعاون والتكامل بين مكونات الأمة المسلمة لقيادة الأمة نحو مستوى رائد بين الأمم. وحاليا يوجود كيانات مؤسسية للأمة المسلمة على مستوى العالم ولكنها ليست على مستوى النهوض بالأمة. وأهم تلك المؤسسات الاسلامية العالمية هى منظمة المؤتمر الاسلامى والتى لم تمنح الصلاحيات اللازمة لمواجهة تحديات الأمة المسلمة السياسية والعسكرية والتنموية. كما توجد كيانات دينية وفقهية على المستوى الاسلامى العالمى ولكنها لم ترفع مستوى ثقافة الأمة فى الانشغال بالحديث من قضايا العصر والتى تمثل التحديات الحقيقية للأمة كالانقسامات السياسية والمذهبية وثقافة التعايش مع الأخر. وأيضا غابت الكيانات التنموية وان كان اتحاد الغرف الاسلامية العالمية يجب أن يذكر بكل تقدير فقد قدم نموذجا فى المبادرات الغير حكومية فى تشكيل كيانات مؤسسية على مستوى الأمة وهو الدور الذى مازال غائبا ومطلوبا من كل رؤساء منظمات الأعمال والاتحادات المهنية العمالية والعلمية والطلابية ورؤساء الجامعات ورؤساء الأحزاب ورؤساء العمل الخيرى فى كل مكونات الأمة المسلمة. وعند صياغة استراتيجية الأمة سوف يتم تحديد كيانات مؤسسية تنفيذية أخرى رسمية وشعبية يناط بها تنفيذ البرامج لتحقيق الأهداف الواردة فى استراتيجية الأمة
- تقييم برامج العمل والتعاون بين مكونات الأمة: يوجد الكثير من الاتفاقيات وبرامج العمل على مستوى منظمة المؤتمر الاسلامى الا أنها محصورة داخل نطاق الصلاحيات المحدودة للمنظمة نفسها. كما يوجد اتفاقيات تعاون اقتصادى اقليمية بين مجموعات من الدول المسلمة كمنظمة التعاون الخليجيى الا أنه لايوجد برامج تعاون على مستوى الأمة المسلمة ككل ولم يرقى أى من الاتفاقيات الحالية الى مستويات حقيقية من التكامل والتعاون الاقتصادى والعسكرى كما تفعل كثير من الأمم الأخرى والتى لايربطها دين واحد كالأمة المسلمة. والواقع أن مثل تلك البرامج من التعاون والتكامل لاتولد بالنيات الحسنة أو فى لحظات حماس وانما تولد عندما يدرك القادة وشركاء العمل فى الأمة الواحدة خطورة مايتربص بهم من مخاطر اقتصادية وأمنية ومن حجم التحديات الاستراتيجية الجدية التى لا تستطيع أى دولة مسلمة منفردة أو حتى مجموعة دول مسلمة من التغلب عليها بمعزل عن مجموع الأمة. وهذا المفهوم هو المطلوب أن يعتنقه جميع قادة الدول المسلمة ليقفوا موقف المسؤلية التاريخية أمام ربهم وأمام أمتهم وليعلموا أنه لا اختيار فى حتمية الاشتراك الايجابى وعدم الانشغال بالصغائر السلبية لكل بلد لتمنعه من الانصهار فى منظومة عمل جماعى على مستوى الأمة المسلمة لتكون قوية وقادرة على حماية وتطوير كل مكونات الأمة من دول وأقليات وشعوب وأفراد. ولاشك أن تخطيط وتنفيذ برامج التعاون تلك لا تأتى الا فى اطار استراتيجية تكامل واحدة للأمة تحدد تكامل الموارد والطاقات وتوزع الأدوار لتحقيق الأهداف الكلية للأمة.
منهجية العمل التنفيذية للحلول الاستراتيجية لمشكلات الأمة المسلمة
- اعلان قادة الأمة عن شخصية الأمة المسلمة وتحديد مكوناتها من جميع الدول والشعوب المسلمة والأقليات المسلمة وتحديد التحديات الاستراتيجية للأمة ووضع أهداف لحماية واستقلال وتطوير الأمة
- اعلان القيادات العليا للأمة مجتمعة من رؤساء وملوك الدول المسلمة ورؤساء الأقليات الاسلامية فى العالم بتشكيل قيادة جماعية للأمة المسلمة تعمل على ادارة الأمة المسلمة وحمايتها وتحقيق أهداف استراتيجية ومتابعة تنفيذها وتجديدها بانتظام وكلما جد جديد فى العالم الخارجى أو فى داخل الأمة المسلمة
- تشكيل لجنة خبراء استراتيجيين وحكماء وعلماء وعلماء فقه لصياغة استراتيجية للأمة المسلمة تقوم بالأتى:
- تعرف شخصية الأمة المسلمة وصفة مكوناتها وكياناتها ومرجعايتها وخصائصها ومواردها
- توصف التحديات الاستراتيجية التنموية والسياسية والعسكرية التى تواجه الأمة المسلمة اليوم وتحدد أعداء الأمة من صهيونية ومن يظاهرهم ومن هم المحايدين الذين يجب تحويلهم لحلفاء
- وضع رؤية للأمة على بعد 5 و 10 و 20 سنة
- صياغة قيم الأمة المسلمة
- وضع أهدافا وبرامج عمل تنفيذية تنموية و سياسية و عسكرية على المدى القريب والبعيد
- تشكيل مؤسسات تنفيذية بين رؤساء الدول والأقليات المسلمة لتنفيذ السياسات التكاملية التنموية
- تشكيل مؤسسات تنفيذية لرؤساء الدول المسلمة لتنفيذ استراتيجيات التكامل السياسى والعسكرى
- تشكيل كيانات مؤسسية لادارة وتنفيذ برامج الاستراتيجية لادارة وتوجيه وتكامل موارد وطاقات الأمة
- تشكيل مؤسسات تنفيذية وشعبية لتعبئة الشعوب والجماعات والدول المسلمة فى مشارق الأرض ومغاربها على نهج استراتيجيى متكامل يتحقق من خلاله مظاهر تكامل القوة الاقتصادية والعلمية وبالتوازى مع كل ذلك المنعة العسكرية ووضع اليات عملية لنبذ الفرقة فورا
- وضع معايير لقياس الأداء المؤسسى لادارة استراتيجية الأمة ومتابعة قياس دورى لمعدلات الانجاز
اكتشاف المزيد من معهد علم الرشد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.