لو صح ذلك, فهل يأمر الله بطاعة شيئين مختلفين فى نفس الوقت؟ حاشاه سبحانه وتعالى وهو العليم الحكيم.
فالأمر بـ (اطيعوا الله واطيعوا الرسول) معناه طاعتين لشء واحد فقط وهو ما نزل من الله على الرسول ليبلغه الرسول للناس. ورسالة اى رسول لا تخرج عن الرسالة التى حمل بها، والا كان رسولا غير أمين، ورسالة الرسول الصادق الامين هى القرآن الكريم.
وكيف لمؤمن ان يطيع الله وهو لا يملك ان يكلمه الله او ان ينزل عليه وحيا؟ فلا سبيل إذن لطاعة الله الا من طاعته للقرآن. وكيف لمؤمن أن بطيع القرآن، ثم يقال عليه بعد ذلك انه لم يطع الرسول الذى جاء بهذا القرآن؟
فطاعة المؤمن للقرآن هى طاعة لله الذى أنزله، وهى ايضا فى نفس الوقت طاعة للرسول الذى بلغه.
اذن فالخلط بين طاعة الرسول بما جاء به من كتاب الله وبين طاعة السنة التى جاءت فى كتاب البخارى ومسلم والاف الكتب الاخرى، هو خلط بين دين الله المنزل وبين دين الناس المبدل، وكل كتاب غير كتاب الله هى كتب بشر ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يأمر باتباعها، بل أمر بالكفر بها بقوله تعالى:
ولو تدبرت فى الاية بعاليه لوجدت أن الدعوة لاتباع كتب السنة ودراستها لنتخير ما فيها من حديث صحيح، وترك ما فيها من حديث ضعيف او موضوع، هى فى الواقع دعوة لوضع المؤمن مع الكفار الذين كفروا بما انزل على محمد
اضف الى ذلك: ان الرسول لم يقل ابدا فى الدين الا بالتنزيل، وذلك بشهادة من الله الذى منع عليه ان يتقول من عنده ولو بعض الاقاوبل.