كتاب تأسيس علم الرشد الإنساني + منهجية ترشيد البشرية
احصل على نسخة مجانية من الكتاب أو اقرأه على هذا الرابط
احصل على نسخة مجانية من الكتاب أو اقرأه على هذا الرابط
كل من بلغ اكتمال نموه الجسمى يقال له “راشد”، ولكن لا يقال له “رشيد”. فالرشيد من الناس هو من بنى قدرات عقلانية ومعرفية لدرجة تمكنه دائما من ابداع التصرف الرشيد: أى التصرف الأكثر صوابا فى كل مواقف الحياة والعمل، وذلك بحساب نتائج التصرف من خسائر وأرباح.
ففى كل موقف من مواقف الحياة، أو العمل، تجد له خمسة بدائل للتصرف: التصرف الأول وهو التصرف الخطأ، والثانى هو التصرف الأخطأ منه، والثالث هو التصرف الصواب، والرابع هو الأصوب منه، أما الخامس فهو التصرف الأكثر صوبا، أى التصرف الذى ينتج أكبر منافع وأقل مخاطر. مقارنة بباقى التصرفات
والرشد علم يمكن لأى إنسان أن يتعلمه من هذا الكتاب، ويكتسب قدرات الرشد التى تبنى من محصلة أربع مؤهلات مُجتمعة بالترتيب التالي: العقل، والوعي، والتعلم، والتفكير. فالعقل يرشد ثوابت المفاهيم بالحقائق، بينما الوعي يرشد مسار الإنسان ليواكب المتغيرات، أما التعلم فيرشد السلوك بمعارف التعايش لا بالتصادم، وأخيرا: يأتي التفكير ليبدع بدائل للتصرفات الأفضل في مواجهة مواقف الحياة، لاختيار أفضلها نتائجًا باعتبار مقاييس المكسب والخسارة.
والرشيد من الناس عمله نادرة جدا جدا جدا، فالرشيد ليس هو أقوى الناس، فلربما كان أقوى الناس فى العالم بليداَ وليس رشيدَاَ، كما كان بعض الأغبياء الذين حكموا دول العالم فى القرن الحالى والماضى، وكما حكم فرعون مصر من آلاف السنين، عندما قال عنه الله (وما أمر فرعون برشيد). كما أن الرشيد ليس هو بالضرورة أغنى انسان فى العالم، ولا هو بالضرورة زعيم طائفة دينية أو صاحب مدرسة فلسفية، أو حاصل على جائزة نوبل فى العلوم، أو الآداب. لكن الإنسان الرشيد أهم من كل ذلك بكثير، فهو – بالضرورة – من تجتمع فيه صفات الرؤية النافذة، والقيادة والعقل والوعى والمعرفة التى تجعله المؤهل الأعلى للتصرف والقيادة عند المدلهمات، والأزمات (أليس منكم رجل رشيد) التى تواجه الناس والمجتمعات والمؤسسات والدول، والأسرة البشرية ككل.
وقد يسأل أحدهم ولماذا كل هذا التركيز فى “التصرف” ، والإجابة أن أكبر كوارث عانت منها البشرية منذ ابنى أدم وحتى اليوم كانت من نتيجة “تصرف بليد لإنسان بليد” لم يحسب نتائج تصرفه. ويجب هنا التنويه الى أن التصرف ليس هو السلوك، فلربما كان السلوك عظيما ، لكن التصرف فى موقف معين يكون كارثيا. فالتصرف فعل قائم بذاته تدخل فى تكوينه عدة عناصر منها السلوك كعنصر ضعيف. وبالتالى فإن علم التصرف يضيف الى علم السلوكيات، كما أضاف الى علم النفس، والفلسفة.
وإذن فإن ماضى وحاضر ومستقبل الإنسان هو من صنيعة تصرفاته، لأن كل تصرف له نتائج حتمية لا محالة. فكل تصرف تصنعه تنطبع عليك نتائجه – للأبد – إما بالضرر أو بالنفع. ولذلك فلا يفكر فى بدائل تصرفه ونتائج كل بديل – قبل أن يقدم عليه – إلا من رشد من الناس (أو من المجتمعات والدول المتقدمة). والرشيد في تصرفاته يستطيع تحقيق أهداف حياته بأقل قدر من خسائر من القدر، وبأكبر قدر من المكاسب. أما من يتصرف بدون حساب مسبق لنتائج تصرفه، فلن يحقق أهداف حياته، لإنه خسائره تزيد مع كل تصرف، وقد يفقد نعما عظيمة أنعمها الله عليه لخطأ تصرفه، أو لعدم معرفته للتصرف الأكثر صوابا الذى كان منتظرا منه، ولم يفعله.
ولذلك أنفق المهندس عبدالحليم محمود سنوات كثيرة من عمره فى دراسات وأبحاث ليؤلف كتاب “تأسيس علم الرشد الإنساني ومنهجية ترشيد البشرية” ليتعلم الإنسان (والبشرية) كيف يتحول إلى إنسان رشيدٍ ليقود نفسه، ومن خلفه للتحول إلى أسرةٍ رشيدة سعيدة، أو مؤسسة رشيدة ناجحة، أو مجتمع رشيد آمن، أو أمة رشيدة متقدمة تشارك في تقدم الأسرة الإنسانية ككل.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.