ترشيد الوعى بمتغيرات المكان والزمان
ترشيد الوعي:
ترشيد الوعي هو القاعدة الرئيسية الثانية في منهجية ترشيد البشرية، وهى تنقسم إلى قاعدتين فرعيتين هما ترشيد الوعي بمتغيرات الزمان والوعي بمتغيرات المكان. وينبثق عن ذلك ستة معايير نهائية لترشيد الوعي، نشرحها في هذا الفصل
والهدف من ترشيد الوعى هو أن يكتسب الإنسان (والمجتمعات) الحد الأدنى من الوعي الجمعي بمتغيرات الحاضر والماضي المؤثرة في حياته، كمدخل لإنتاج التصرف الرشيد، مدركا أن كل تصرف سوف يؤثر بنتائجه فى الحاضر المستقبل.
تحديد النطاق المكاني والزماني لترشيد الوعي:
يختلف نطاق الوعى من إنسان الى إنسان، ومن مجتمع الى مجتمع، حسب درجة رشد كلا منهم. فالرشيد من الناس والمجتمعات يعمل على توسيع نطاق وعيه المكاني والزماني ليحيط علما بكل ما يمكن أن يؤثر في حياته أو في عمله.
ولنفهم ضرورة توسيع نطاق الوعى المكاني والزماني للإنسان الرشيد لابد أن نسترجع الأمثلة العملية الواردة في قصص دروس الرشد التي تعلمها سيدنا موسى من معلم الرشد الذي أرسله له ربه والوارد في الآيات 63-82 من سورة الكهف.
راجع هذه الدروس في الفصل الأول من الباب الثاني في هذا الكتاب واكتشف كيف وسًع نطاق الوعى لدى معلم موسى حتى يشمل ما وراء منظور المكان ليدرك ما فيه من مخاطر “وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا”. ثم انظر كيف وسع المعلم نطاق الوعي الزماني لموسى ليدرك آثار أحداث جرت في الماضي “وكان أبوهما صالحا”، وأحداث ستجرى مستقبلا “فاراد ربك أن يبدلهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما”.