حلقات تدبر القرآن
تدبر سورة الفاتحة:
كيف أن تدبر سورة الفاتحة أصلحت مسار حياتى وصححت مفاهيمى الدينية
كيف نتبين الحق من الضلال فى توحيد الله والشرك به؟
لماذ يجب أن نتدبر القرآن؟
كيف نتدبر القرآن؟
تدبر سورة الفاتحة
ملخص سورة الفاتحة:
سورة الفاتحة تقدم حديثا مباشرا بين الله سبحانه وتعالى وبين عبده المؤمن حول الصراط المستقيم الذى يربط بين مشهد الدنيا ومشهد الآخرة حيث يجدد فيه العبد موقفه لله من الحياة والدين تأهيلا لصعوده على صراط الله المستقيم.
سورة الفاتحة هى فاتحة الكتاب وفاتحة الصلاة وفاتحة الحديث مع الله وفاتحة ادارك رحمة الله ورحمانيته على العالمين وفاتحة ادراك البركة لنعم الله على الانسان وفاتحة العمل الصالح وفاتحة المسار الصالح فى الدنيا وفاتحة تجديد استدامة عبادة الله وتنزيها من الشرك وفاتحة استدامة التواصل مع الله والدعاء له والاستعانة به وفاتحة الهدى للصراط المستقيم الذين انعم الله عليهم فى الدنيا وجنبهم اعمال غضبه والضلال عن سبيله.
يبدأ الحديث باستحضار اسم الله الرحمن الرحيم فتغمر رحمانية الله مشهد الدنيا فى بصيرة العبد فيستدرك عظمة وكثرة نعم الله عليه وعلى الناس جميعا التى أنعمها الله عليهم من قبل ان يولدوا بدون طلب منهم أو من ابائهم وبدون أى اشتراطات تأهل لنيل كل تلك النعم وبدون حتى أن يشترط عليهم أن يعبدوه قبل أن يتنعموا بنعمه , وعندما يستحضر العبد ذلك فى بصيرته وما خصه هو من نعم الحياة والصحة والأهل والرزق والفهم والدين فيناجى الله بقوله “الحمد لله رب العالمين” وهو موقف يقر فيه العبد لله أن يعمل شكرا له على تلك النعم ببذل الخير للناس قدر استطاعته
ثم يستحضر العبد رحمانية الله مرة أخرى قبل استحضار مشهد الآخرة (الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) فيطمأن قلب العبد الى وسع رحمانية الله التى امتدت من الدنيا الى الآخرة فيحادث العبد ربه بموقفه الذى اختاره من الدين ومن يوم الدين فيجدد لله ميثاق العباده له وحده ويطلب منه العون وحده للوفاء بميثاق العبادة والسمع والطاعة لله وحده فيقول “اياك نعبد واياك نستعين”. واحد يقولك انت جبت السمع والطاعة منين؟ اقولك أن العبادة هى السمع والطاعة لله واخلاص العبادة لله بكلمة اياك نعبد تعنى اخلاص السمع والطاعة لله من خلال آياته البينات المنزلات.
ثم ينهى العبد حديثه مع ربه بسؤال واحدا وهو طلب أن يصعد فى تلك اللحظه الى الصراط المستقيم الممتد من تلك الحظة فى الدنيا الى لحظة لقاء الله فى يوم الدين , فيقول “اهدنا الصراط المستقيم” ويلاحظ قوله “اهدنا” وليس يقول “اهدنى” أى اهد جميع المؤمنين بك الراغبين فى لقائك. ويهدى الله العبد فى هذا السؤال أن يستشعر العبد دائما مخاطر النكوب عن الصراط ولذلك تحدد الآية السابعة معايير ذلك الصراط المنشود وهو صراط هؤلاء الذين أنعم الله عليهم هؤلا ء الذين أطاعوا الله ورسوله تصديقا لقوله تعالى: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا – النساء 69 , وليس هؤلاء الذين عصوا وعملوا أعمالا جلبت عليهم غضب الرب ولا هؤلاء الذين ضلوا عن سبيل الله المنزل فى كتابه.
وعندما تنتهى سورة الفاتحة بسؤال العبد أن يهديه الى الصراط المستقيم تأتى الأجابة من الله فى أول السورة التالية وهى سورة البقرة بقوله تعالى “الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقيمن” فيرشده أن الكتاب الذى لا ريب فيه هو المرجع الوحيد لهدى الله الذى سأله.
وبذلك نرى أن الفاتحة هى فاتحة الحديث الذى لا ينتهى ولا ينقطع مع الله وهى الفاتحة لرحمانية الله التى وسعت الدنيا والآخرة
لا يعلم كثير من الناس أن أول أية فى سورة الفاتحة هى “بسم الله الرحمن الرحيم” استجلابا لرحمانية الله المكنونة فى آيات الفاتحة سواء كنت تناجى بها ربك فى الصلاة أو خارج الصلاة. وللأسف تسمع أئمة كثير فى المساجد يقرآون الفاتحة بدون “بسم الله الرحمن الرحيم”.
عندما تبدأ صلاتك ومناجاتك لله بأن تحمد الله رب العالمين فأنت تستحضر نعم الله عليك التى تستوجب الحمد له والاقرار له برضائك عن رحمة الله بك وذلك العطاء الذى قسمه الله لك من نعم لا تحصى تشمل الحياة والهداية والأمن والرزق والعافية والعلم والأهل , وكيف أن الله بذلك قد فضلك على كثير من خلقه تفضيلا. وحين تستحضرذلك الرضا عن الله تعلم منه أن الله قد رضة عنك تصديقا لقوله الذى ذكرت فى القرآن أربعة مرات أن رضاه الله عن العبد يسبق رضى العبد عنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) المائدة . وحين تستشعر فى قلبك الفوز العظيم برضا الله عنك لا تتمنى سعادة فى الدنيا أكثر من ذلك.
وحين توجه الحمد لرب العالمين وليس لربك أنت وحدك , فانت تستحضر نعمه سبحانه على العالمين جميعا فأنت تأكل من طعام زرعه لك الاف المزارعين لاتعرفهم , ولا تعرف كيف ولا أين زرعوه ونقلوه لك , وأنت تستخدم فى حياتك منتجات صنعها لك الاف المخترعين والمصنعين ونقلها لك الاف التجار والشاحنون والمخلصون والموزعون أنت لا تعرفهم ولا تعرف كيف ولا أين صنعوه لك , واذا مرضت وجدت مستشفيات وعيادات بها الاف الأطباء لا تعلم الاف المعلمين الذين علموهم ولا المشغلين الذين وظفوهم لخدمتك. وهكذا نحن البشر جميعا نعيش حياتنا هذه فى رحمانية من الله فنتذكر وجوب دوام الحمد لله رب العالمين ودوام ذكره وشكره بأنه هو الرحمن الرحيم.[insert_quran surah=”1″ ayah=”3″ end=”4″]
والآن نرتقى من رحمانية الله فى يوم الدنيا الى رحمانية الله فى يوم الدين وندرك أنه سبحانه مالك الدين ومالك يوم الدين والذى ينعم الله فيه على من عبده واتبع صراطه فى الدينا , وأول ما ينتقل ذهن العبد لمشهد يوم الدين يناجى العبد ربه بتحديد موقفه من يوم الدين فيشهد الله أنه يعبده وحده فى الدنيا خالصا من أى شرك فى العبادة حين يقرأ “اياك نعبد” لأن اياك تعنى تخصيص العبادة لله وحده . ولأن عبادة الله مكنونة فى السمع والطاعة لله وحده حتى لا يشرك به , ولأن العبد لن يستطيع الهداية الى طاعة الله والاستقامة عليها بدون العون من الله , فيناجى العبد ربه داعيا اياه أن يعينه على ذلك بقوله “واياك نستعين” ويذلك يحدد العبد موقفه من يوم الدين بتخصيص عبادته واستعانته لله وحده بقوله:
والآن يناجى العبد ربه أن يهديه الى ذلك الصراط المستقيم الذى يأخذه من تلك اللحظة الى لحظة الفوز بانعام الله فى الآخرة أو نقطة الوصول صراط الذين أنعم الله عليهم ,
والصراط المستقيم له عدة معايير بينتها آيات الكتاب كالتالى:
- أنه الصراط المستقيم – لا عوج فيه
- أنه الصراط المستقيم الوحيد لأنه معرف بالأف واللام , ولأنغيره الا سبلا تفرق عن سبيل الله: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام
- أنه الصراط الوحيد الذى أمر الله باتباعه وأمر بعدم تباع غيره من السبل: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام
- أن المؤمن لا يجب أن يسأله الله الا بعد اقراره باخلاص العباده لله وحده: اياك نعبد
- ن المؤمن لا يجب أن يسأله الله الا بعد اقراره بعد الاستعانة فى الدين الا بالله وحده
- أنه صراط لا يسأل من الله لأن الدعاء بالهداية موجه الى الله فى كلمة “اهدنا”
-
أنه صراط الله: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) الشورى
-
أنه صراط لا يهدى اليه الله الا لمن أنعم الله عليهم بتلك الهداية فى الدنيا (صراط الذين أنعمت عليهم)
- أن انعام الله بهذا الصراط على العبد يتحقق لمن دعاه باخلاص العبادة والايمان: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة
- أن تكرار سؤال العبد لله الهداية لهذا الصراط فى كل صلاة لا تعنى أن الصراط متعدد ولا مختلف ولا متغير وانما يعنى أن كل دعاء بالهداية لهذا الصراط يمثل نعمة جديدة من الله بالبدأ من جديد بالمشى على الصراط المستقيم فكأنها صفحة توبة لله من أخطاء ومعاصى وتقصير الماضى لتدخل بدلية جديدة على الصراك المستقيم
- أن صراط الله لا يهدى اليه فى العلوم الا العلم الذى أنزله الله فى كتابه: وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) سبأ
- أن وصف أعمال الصراط المستقيم جاء فى الوصايا العشر التى أنزلت على موسى وعلى محمد فى سورة الأنعام: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150) قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) الأنعام
- أنه يهوى من الصراط المستقيم من يأتى بأعمال المغضوب عليهم الذين وصفت أعمالهم فى الآيات التالية , ولذلك يجب على كل مؤمن أن يدرسها حتى يجذر منها: وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) طه
- أنه يضل عن الصراط المستقيم كل من يأتى بافعال الضالين الذين وصفت أعمالهم فى الآيات التالية , ولذلك يجب على كل مؤمن أن يدرسها حتى يجذر منها
والمؤمن الفطن لا يأمن الفتن فترى الله قد هدى المؤمن فى آيات الفاتحة أن يقرن دعائه بالهداية الى الصراط المستقيم مع دعائه بأن يجنبه مخاطر الوقوع فى فتن صراط المغضوب وصراط الضالين حتى يحذر دائما من اتيان الافعال التى تجلب غضب الله أو الأفعال التى تضله عن سبيل الله. وسوف نشرح فى الفقرتين التاليتين معايير افعال المغضوب عليهم وأفعال الضالين
أولا: الأيات تشرح أفعال المغضوب عليهم سواء كانوا من المسلمين أو اليهود:
- مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) النحل
- قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) المائدة
- يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) طه
- وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) فصلت
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) الأنفال
- لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) الفتح
- وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء
- شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16) اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) الشورى
ثانيا: الأيات التي تشرح معايير عمل الضالين وهم الذين ضلوا فلم يهتدوا الى الله وكذلك من اهتدى من المسلمين فلم يتبع ما بين الله فى الكتاب أو جعل اندادا لله ومنهم اهل الكتاب الذين غلوا فى دينهم واتبعوا أهواء قوم ضلوا واضلوا وضلوا عن سبيل الله الله سواء كانوا من المسلمين أو اليهود أو المسيحيين :
- فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) الأنعام
- وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) الشعراء
- قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) الشعراء
- لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) البقرة
- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) النساء
-
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) النساء
- قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) المائدة
- وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) ابراهيم
ملحوظة هامة: معظم كتب التفسير وكتب الترجمة أخطأت فى حق كلام الله خطأ جسيما اذ فسروا المغضوب عليهم بعامة اليهود وفسروا الضالين على عامة النصارى وفى هذا التفسير تبديل لكلام الله لأن الله ذكر اليهود والنصارى فى الكتاب كثيرا فلو أراد تخصيص هذا الوصف عليهما لذكرهما. هذه واحدة , والأخرى أن كل تلك الآيات بعاليه تثبت أن صفة المغضوب عليهم وصفة الضالين لا يرتبطان باسم ولا بنوع طائفة دينية أو عرقية ولكن يرتبطان بالفعل الذى يستجلب غضب الله أو يسبب ضلال الانسان أى كان فاعله مسلما أو يهوديا أو نصرانيا.
ولذلك وجب التحذير الشديد من التسليم بما يكتب فى كتب التفسير أوالترجمة ذلك أنها تبدل كلام الله حسب ملة أو مذهب كاتبها. وتبديل كلام الله يعد من أول أفعال الضلال والاضلال عن سبيل الله. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) البقرة