الدورة الأولى: معايير التعريف بدين الله

منهج تعليمى من تأليف وتقديم المهندس عبد الحليم محمود

أسئلة تمهيدية

السؤال الأول: ماذا تعرف عن “دين الله” وعن “الدين الذى عند الله”؟

الاجابة:

  • جاء أول ذكر لـ “دين الله” فى القرآن فى الآية 83 من سورة آل عمران: أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ  مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ.
  • وجاء ذكر “الدين” الذى “عند الله” مرة واحدة فى القرآن فى الآية 19 من آل عمران: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ.
  • بمقارنة وتدبر الآيتين بعاليه يتبين لنا تعريف دين الله فى معلومتين كالتالى:

تعريف دين الله:

  1. أن”دين الله” هو “الدين الذى عند الله” هو دين الاسلام (لله) الذى أسلم به لله من السموات والأرض طوعا وكرها. وهو نفسه الاسلام الذى أسلم به لله جميع الأنبياء: 
  2. قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران. وهو نفسه دينالاسلام الذى أسلم به محمد وجهه لله هو ومن اتبعه: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ   أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران.
  3. أن دين الاسلام الذى عند اللهليس هو دين الاسلام الذى عند الناس اليوم من الذين أوتوا الكتاب (من مسلمين ومسيحيين ويهود) لأنهم اختلفوا فى دينهم وتركوا العلم الذى جاءهم من الله كما بينت الآية 19 فى آل عمران: “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ. حيث أوضحت الآية أن الفرق بين دين الله ودين الناس يكمن فى حقيقتين واقعتين نلمسهما عليهم اليوم وهما:-
  • الحقيقة الأولى: اختلاف جميع الذين أوتوا الكتاب (مسلمين ومسيحيين ويهود) فى الدين وتفرقهم الى مذاهب وملل بغيا بينهم.
  • الحقيقة الثانية: ترك الذين أوتوا الكتاب العلم الدين الذى انزل عليهم من الله , وقد وصفت الآية ذلك بالكفر بآيات الله.

ولذلك وجب على المؤمن الذى يبتغى دين الله أن يبحث عنه فى – وأن ياخذه حصرا من – العلم المنزل فى آيات الله البينات المحكمات فى كتابه وليس فى كتب البشر من اهل المذاهب والملل او كتب التفسير والروايات. 

 السؤال الثانى: فما معنى تنسيب الـ “دين” الى “الله”؟

الاجابة: هذا التنسيب يفيد أن ملكية “دين الله” تعود الى الله وحده مالك الدين ومالك يوم الدين. كما أن هذا التنسيب يبعث برسالة الى الناس أن يميزوا بين دين الله ودين الناس. دعنا نتدبر الآيات 18 و 19 من سورة آل عمران: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران.

تعريف صاحب “دين الله

فبينما جاءت الآية (19) لتعرف الدين الذى عند الله (الذى هو نفسه “دين الله” كما سبق شرحه) , فقد جاءت الآية (18) التى قبلها لتعرف أولا من هو “الله” الذى هو مالك هذا الدين: “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”. أى أن أولو العلم قد شهدوا مع الله والملائكة أنه لا اله مع الله فى “دين الله” فمن شهد بغير ذلك من الناس فهو اذا ليس من أولى العلم المشار اليهم ولكنه من أولى الجهل.

ونفهم  من الآية أيضا أنه سبحانه وتعالى قائم بالقسط على جميع عباده على السواء بدون أى أفضلية لأمة على أمة. وما فضل الله بنى اسرائيل على العالمين الا بما أتاهم من الكتاب والحكم والنبوة والبينات ولم يكن – ولم يجعل الله لهم – تفضيلا لأمتهم خاصة على باقى الأمم ولم يكن تفضيلا لجنسهم على باقى الأجناس ولم يكن تفضيلا لنسلهم على باقى البشر كما يدعون كذبا على الله, ولم يكن على الاطلاق تفضيلا لهم فى الدين ولا فى حساب الآخرة. ولقد واجههم الله بهذه الحقيقة وحذرهم بقوله: وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)  البقرة. كما انه لا يوجد فى دين الله ما زعموه من أنهم أبناء الله: وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة).

وحينما فضل الله أمة محمد بالخيرية على الناس كان لذلك التفضيل شرطا لازما وهو استدامة العمل بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , ولم يجعل الله لهم تلك الخيرية فى أمتهم ولا فى جنسهم ولا فى شخوصهم: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران.

كما انه ليس فى دين الله تفضيل لرسول على رسول وان كان الله سبحانه قد فضل بالفعل بعض الرسل على بعض فى الدنيا , فقد جعل الله ذلك التفضيل أمرا من فعله هو سبحانه بينه وبين رسله , ولكنه حرم هذا التفضيل على المؤمنين بدين الله عندما أمرهم بالاقرار بعدم التفريق بين أحد من رسله: قُلْ (اقرار) آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران.

وكان الاستثناء الوحيد فى الاقرار بأفضلية أحد من الأنبياء والرسل كان فى (ابتلاء) الله لابراهيم بجعله اماما للناس جميعا. ولم تكن تلك الأفضلية لشخص ابراهيم ولا نسله وانما كانت تعيينا لطريقته “ملة ابراهيم حنيفا” كملة نموذجية فى اتباع دين الله. ولذلك فابراهيم هو صاحب الملة التى نسبت الي اسمه. ولكن لم يكن ابراهيم – ولا غيره من الرسل –  صاحبا للدين كما كان صاحبا للمله. ذلك أن الله لم ينسب الدين الا لنفسه سبحانه وتعالى لأنه وحده هو صاحب الدين ومالك ومصدر شرعته ومنهاجه ومناسكه وعلمه وكتبه وأحكامه وفروضه. ولذلك انحصر أمر الله للمؤمنين على اتباع ملة ابراهيم وليس اتباع دين ابراهيم . وعندما طلب ابراهيم توريث تلك الامامة على الناس لذريته رد الله عليه بأن هذا العهد لا ينال الظالمين تأكيدا على قيامه سبحانه بالقسط بين الناس. اقرأ الآيات:

  • وإِذِ (ابْتَلَى) إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) البقرة. 
  • قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95) آل عمران
  • ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123) النحل

ومعنى ذلك أن الله – سبحانه – قائم بقسط واحد على جميع الأمم فى دين الله , وأن الله سيحاسب كل فرد منهم على معيار واحد هو محصلة ايمانه وعمله على حدة وليس على معيار اسم أو جنس أو عنصر أمته أو رسوله أو جده الأكبر سواء كان ابراهيم أو اسرائيل أو موسى أو عيسى أو محمد. ولأنه هو العزيز الحكيم فانه – سبحانه – يرحم من يشاء ويعذب من يشاء دون أى تدخل من رسول أو نبى أو مخلص أو شفيع. ولن ينفع الناس فى دينهم ما زعموا أنه عهد من الله لبنى اسرائيل أو أنهم شعبه المحتار أو أنهم ابناء الله أو أن عيسى نزل ليخلص الناس من ذنوبهم , أو أن شفاعة محمد ستحول دون دخول الظالمين من أمته الى النار لتدخلهم الجنة. فذلك كله محض افتراء فى دين الله. فلم يعطى الله عهدا مفتوحا لأى شخص أو لأى أمة. وقد أخذ الله ميثاقا على كل أمة بأن يدخلهم الجنة أن هم أصلحوا فى عبادتهم وعملهم واتبعوا ما أنزل عليهم من آيات بينات فى الكتاب المنزل عليهم. فلما نقضت بنو اسرائيل ميثاقهم مع الله لعنهم وجعل منهم القردة والخنازير. ولما نسى النصارى حظا مما ذكروا به من ميثاقهم باتباع الانجيل أغرى الله بينهم العدواة والبغضاء الى يوم القيامة. ولما نسى المسلمين من أتباع محمد حظا مما ذكروا به من ميثاقهم مع الله بالسمع والطاعة لآياته المنزلة فى القرآن أغرى بينهم العداوة والتكفير والحروب الأهلية التى نراها اليوم فى معظم دول المسلمين سنة وشيعة. 

 الدليل فى الآيات التالية:-

  • وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) البقرة
  • وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)  البقرة
  • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) البقرة
  • وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26) المائدة
  • وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) الأنعام
  • وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) الأنعام
  • اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) السجدة
  • وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) يونس
  • الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) غافر.
Visits: 900

محتوى الدورة

عرض الكل
Scroll to Top