الدورة الرابعة: معايير شرعة الله ومنهاجه

منهج تعليمى من تأليف وتقديم المهندس عبدالحليم محمود

شرعة الله هي مجمل ما أمر ونهى سبحانه , ومنهاج الله هو حوكمة أو منهجية اتباع ما أمر الله ونهى. فمثلا أمرنا الله أن نقيم الدين بشرط الا نتفرق فيه فى الآية التالية: شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ – 42:13. واذا فالأمر هنا هو اقامة الدين , ومنهاج اقامته هو شرط عدم التفرق فيه , وهكذا نرى أن منهاج الله يقوم بدور حوكمة طريقة اتباع شرعة الله. 

اتباع شرعة الله يستلزم الإيمان بالشروط الخمسة الموجودة فى الآية الكريمة: 

مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ – 12:40

  1. الشرط الأول: الإيمان بان الاية تحظر قبول شريك مع الله في احكامه حتى لو كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والدليل هو استنكار الله لطلب اليهود منه ان يحكم بينهم وعندهم التوراة فيها حكم الله. وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ – 5:43
  2. الشرط الثانى: الإيمان بتعريف “حكم الله” بأنه “أمر لله” في كل له علاقة بالعبادة والدين (وليس حكم الدولة كما هو مفهوم خطأ عند كثير من الناس وذلك كما حدد كلمات وسياق الاية  مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ – 12:40
  3. الشرط الثالث: الإيمان بان حكم الله مكنون حصرا ومطلقا فى محتوى كتبه التي انزلها إلى الناس ، وحذر الله رسوله عن ترك بعض ما انزل الله
    1. وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ – 5:49
    2. ذَٰلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا – 65:5
    3. إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ – 5:44
    4. وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ – 5:47
  1. الشرط الرابع: الإيمان بنطاق تنفيذ “حكم الله” محصور في الحكم بين الناس في مجلس القضاء ( وليس الحكم على الناس في مجلس السلطة التنفيذية أو النظام الحاكم السياسى للدولة) ، وحصرها فى أمور العبادة والدين إلى انزلها في كتابه. فان كانت القضية ليست من أمور الدين والعبادة أو كانت في امر لم ينزل الله فيها حكما في كتابه فيتم الرجوع إلى امر الله العام في الحكم بين الناس وهو العدل إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا – 4:58   
  2. الشرط الخامس: الايمان بان الله لم يفوض نبيا ولا قاضيا ولا حاكما ولا أميرا ولا فقيها في الحكم على الناس بـحكم اللهفي درجة تقواهم أو   تدينه أو أعمالهم التعبدية أو حتى في حال ايمانهم أو كفرهم ، لان حكم الله على هؤلاء نافذ منه مباشرة لانه هو الرقيب عليهم وهو الذى سيحاسبهم به في الآخرة.
  • ، وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ – 5:49
  • لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ – 3:128 –

اتباع شرعة الله يستلزم الإيمان بالمفاهيم التالية

  1. مفهوم الإيمان بان حكم الله محصور فى كتاب الله ولم يفوض بشرا ولا نبيا في انشائه
  2. مفهوم الإيمان بان اية “ان حكم الا لله” مقصورة على الحكم فى الأمور المتعلقة بالدين فقط
  3. مفهوم الإيمان بان اية “شرع لكم من الدين” تقصر الشرع على أعمال الدين فقط وليس كل شيء في الحياة
  4. مفهوم الايمان بوجوب “اتباع” الشرع المنزل اختيارا ووجوب عدم “تطبيق” الشرع كرها
Visits: 900
Scroll to Top