شرح معايير الرشد فى دين الله

تعريف: هى معايير منهاج الله الواردة فى بينات كتابه الكريم والتى تبين الرشد من الغى.

رسم يوضح أسس وقواعد وأصول معايير حوكمة الرشد فى دين الله

2 أساس للرشد غير قابلة للزيادة – 10 قواعد للمعايير – 41 أصول حوكمة فى دين الله قابلة للزيادة مع الدراسة

تعريف كلمة معايير

  • كلمة معايير – في علم الإدارة – تشير الى منهجية محددة لقيادة الإدارة الناجحة  لمشروع أو لمؤسسة أو لفريق عمل.
  • ومعايير أى منهجية عبارة عن مجموعة من الأسس والقواعد والمفاهيم والعمليات التى تتم بتسلسل معين فى تنفيذ العمل وصولا للنجاح باسرع وقت وبالجودة المطلوبة وبأقل تكاليف مع ضمان تجنب الخسائر والفشل. 
  • ومن ضمن معايير كل منهجية أن يكون لها كتاب واحد فقط يشرح كل العلم اللازم تعلمه لاستخدام تلك المنهجية , ويسمى هذا الكتاب بالـ Knowledge Body. وربما يسأل سائل لماذا كتاب واحد وليس كتابين أو عشرة كتب؟ الاجابة: لأن الكتاب الواحد فيه توصيف واحد واتجاه واحد لسير العمليات مما يبنى اجماع بين العاملين فى المشروع على فهم واحد لطريقة العمل أو مايسمى بنموذج العقلية المشتركة (Shared Mental Model) , لكن لو كانوا كتابين للمنهجية بدل كتاب واحد ينقسم فريق العمل الى فريقين متصارعين  كل منهم يدعى الأفضلية والأحقية فى الاتباع ويتحول المشروع الى اطلال وقد يتحول لمحاكم القضاء ولجان التحكيم لاكتشاف من المخطئ بعد أن يكون الجميع قد خسر المشروع ومنافعه. ونفس الفشل يتم لو اتبعوا منهجيتين مختلفتين أو كتابين مختلفين لمنهجية واحدة , أما لو لو اتبعوا عشرة كتب مختلفة لتحول مكان العمل الى ساحة ميليشيات عسكرية ومخابراتية لا هم لأى منها الا القضاء على الآخر وهو ما نراه فى الغالبية العظمى لأماكن العمل فى البلاد المتخلفة. 
  • لكن هل الادارة باتباع المنهجية ضروري أم يمكن الادارة بالتجربة والخطأ والنباهة والذكاء والابداع: دعنى أجب على سؤالك من واقع تجاربى الشخصية ومن واقع ما رأيت وتعلمت. الجهات التى تبع منهجيات محددة تنجح فى تحقيق اهدافها وتتصدر الريادة فى صناعتها على مستوى العالم وبالطبع  تلك المؤسسات تراها فى البلاد المتقدمة , وفى المقابل فان الجهات التى تدير أعمالها بدون اتباع لأى منهجية بالاعتماد على الأهواء (فالأهواء عكس المنهجية) يكون الفشل هو النتيجة المؤكدة لها , وطبعا تلك الجهات ترى معظمها فى البلاد المتخلفة.
  • دعنى اضرب لك مثلا لمن يقود سفينة فى وسط المحيط يعرف اسم محطة الوصول ويمسك بيده بوصله , ولكنه لا يعرف الطريق الذى يسلكه للوصول الى هدفه ان كان شرقا أو غربا أو شمالا أو جنوبا فهذا سيقضى حياته تائها فى بحر من الظلمات الى أن ينقضى أجله أو أن يرسل الله له من يهديه الى طريقه بكتاب لمنهجية وصوله لهدفه. فالعبرة ليس بمعرفة نقطة الوصول ولكن بمعرفة الطريق أو الطريقة أو منهجية الوصول الى تلك النقطة غانما سالما فى المهلة المحددة من الحياة. 
  • ولكن ما علاقة معايير منهجية المشروعات والمؤسسات بالدين؟ لأن المؤمن في قيادة سفينة دينه وادارة حياته مثله مثل مدير المشروع  أما ان يقود دينه بمعايير لمنهجية دينية محددة ذات كتاب واحد ومحدد فيعرف بالضبط مسار طريقه وما يتوجب عمله من خطوات مرتبة , وأما أن يترك سفينة دينه وديناه وآخرته لاهواء النفس أو لأهواء الغير فيفقد بصيرته فلا يرى طريقا محددا لمسار دينه وحياته ,  وفى نفس الوقت يفقد مجتمع المؤمنين نموذج العقلية المشتركة Shared Mental Model التى تمكنهم من اقامة دينهم فى مجتمع متماسك وتعايش انسانى مع أسرة بنى آدم يتبادل فيها الأمن والسلام والمعرفة التى تنفع كل البشر. 
  • سؤال: ماذا سنخسر لو لم نتبع منهجية فى الدين ؟ ادارة دين الانسان أخطر بكثير من ادارة مشروعه لأن خسارة المشروع ممكن تتعوض في مشروع غيره لكن خسارة الدين تكون خسارة للدنيا والآخرة وخسارة للأهل أيضا: اسمع: [insert_quran surah=”39″ ayah=”14″ end=”18″]
  • سؤال آخر: لماذا نتبع فى الدين منهجية واحدة وكتاب واحد فى حين يمكن اتباع ما هو أكبر من ذلك بكثير باتباع كتاب الله وكتب السنة وكتب التفسير وكتب القياس وكتب مذاهب الفقه الأربعة وكتب القياس وكتب الحديث وكتب المذهب الماتردى والمذهب الأشاعرة ومذهب الوهابيين ومذهب السلفيين وما اجمع عليه أهل العلم ؟ الاجابة: كما ذكرنا بعاليه اتباع أكثر من منهجية واحدة أو أكثر من كتاب واحد لنفس المنهجية يصيب بصيرة المؤمن بالحول فلا يرى منهجا محددا للحق يتبعه بل يرى عشرات ومئات السبل المتفرقة التى تفرق الأمة الى طوائف تحارب بعضها بعضا وهؤلاء قد توعدهم الله بالعذاب العظيم يوم تسود وجوههم يوم القيامة.    [insert_quran surah=”3″ ayah=”105″ end=”106″]

اذا أين نجد منهجية الدين وأين نجد معاييرها؟

اشار الله فى القرآن الكريم الى منهاجه الذى جعله لكل أمة ارسل فيها رسول فأهتم الناس بتفاصيل الشرعة وتركوا المنهاج جملة وتفصيلا. اقرأ “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) المائدة. 

وأما معايير منهاج الله قد جاءت فى الآيات البينات فى الكتاب وهى “بينات الرشد” التى أشار اليها قول الله عندما قال “قد تبين الرشد من الغى“. , ومن هنا جاء التعريف: معايير الرشد فى دين الله: هى معايير منهاج الله والواردة فى بينات كتابه الكريم والتى تبين الرشد من الغى. 

وذكرت المنهجية  بأكثر من اسم في القرآن منها “سبيل الرشد” سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف.

  • ومن اشارات القرآن الى منهجية الرشد ما أسماه “هدىالم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة ,  وقد بينت الآية ما هو الكتاب الحصرى للمنهجية
  • ومن مسميات المنهجية فى القرآن “الرشد” بفتح الراء و”الطريقة“:  وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) الجن
  • ومن مسميات منهجية الرشد فى القرآن “الصراط المستقيم” فى قوله “اهدنا الصراك المستقيم” فى سورة الفاتحةز
  • ومعايير منهجية دين الله تجدها فى الآيات البينات فى القرآن (ذكرت كلمة بينات 55 مرة) التى تبين الرشد من الغى. وأيضا تجدها فى الآيات الـ “بينة” وذكرت كلمة “بينة” 23 مرة , وتجدها فى كلمة “تبين” 27 مرة وتجدها فى كلمة بصائر التى ذكرت 5 مرات [insert_quran surah=”6″ ayah=”104″]
  • واذا فالمعايير هي كل آيات القرآن المبصرة البينة التى تبين للمؤمن الفرق بين الرشد والغى وبين الحق والباطل والفرق بين منهاج الله المنزل وفوضى دين البشر المبدل.

اقرآ الآيات التى تحصر عبادة الله فى الايمان والعمل الصالح:

  1. [insert_quran surah=”2″ ayah=”1″ end=”4″]
  2. [insert_quran surah=”2″ ayah=”136″ end=”137″]
  3. [insert_quran surah=”2″ ayah=”285″]
  4. [insert_quran surah=”2″ ayah=”62″]
  5. [insert_quran surah=”5″ ayah=”69″]
  6. [insert_quran surah=”18″ ayah=”110″]

اذا يقوم دين الله على أساسين لا ثالث لهما: 

الأساس الأول: الايمان – حصرا – بعلم الغيب الثابت الذى أنزله الله فى جميع كتبه مع جميع رسله والتى تحوكم وتحصر مفاهيم الايمان فى الخمسة قواعد التالية بالترتيب: 1-الايمان بالله 2-وباليوم الآخر 3-وبالملائكة 4-وبكتب الله 5-وبرسله , ويبنى على تلك الخمسة قواعد عدد 18 أصلا من أصول الايمان فى دين الله كما هو موضح بالرسم التالى , وكما سيتم شرحه فى الصفحات التالية.

الأساس الثانى :هو العمل الصالح وهو يمثل استجابة المؤمن لدعوة الله لعبادته وهو الترجمة العملية لما آمن به من مفاهيم الغيب التى استوعبها عقله ليستدعى منها – بطريقة ديناميكية – نوع العمل الصالح المناسب لكل موقف من مواقف الحياة. والعمل الصالح يمثل الأساس الثانى لدين الله الذى بنى عليه خمسة قواعد تحوكم العمل الصالح فى دين الله وهى بالترتيب: 1-الدخول فى دين الله 2-تعلم ميثاق السمع والطاعة الله 3-اقامة الوجه للدين 4-اقامة الدين 5-استدامة وتماسك المجتمعات والدول والأسرة الانسانية. ويبنى على تلك القواعد الخمس عدد 21 أصلا من أصول العمل الصالح فى دين الله كما هو موضح بالرسم التالى , وكما سيتم شرحه فى الصفحات التالية.

تعريف مصادر معايير حوكمة الرشد فى دين الله 

هى بينات الرشد ومناهج الهدى الواردة فى الآيات البينات فى كتاب الله والتى تقدم تعَريفا أو حصرا أو تحدَيدا أو توصيفا أو تصنيفا أو حكما أو أمرا أو نهيا أو حوكمة أو أو انذارا أو بشارة أو نتيجة (أو أى مجموعة مشتركة من تلك البينات أو المناهج) لأى موضوع من موضوعات دين الله المنزل. ويجب هنا التشديد على أن معايير دين الله تستخرج فقط من “الآيات البينات” التى تقدم دلالة واحدة فقط ودلالة واضحة وضوح الشمس للكافة التى لا يختلف عليها اثنان من العقلاء , ومثال لذلك قول الله تعالى: “لا اكراه فى الدين” على سبيل المثال. ولا تؤخذ المعايير من الآيات المتشابهات التى تحتمل أكثر من دلالة أو فهم , ولا تؤخذ بالطبع من كتاب غير كتاب الله لأننا نتكلم عن معايير “دين الله المنزل” وليس “دين الناس المبدل”. 
اقرأ أيضا: فرضية الآيات  البيناتمكونات الآيات البينات

التالى

[apvc_embed type=”customized” border_size=”2″ border_radius=”5″ background_color=”” font_size=”14″ font_style=”” font_color=”” counter_label=”Visits:” today_cnt_label=”Today:” global_cnt_label=”Total:” border_color=”” border_style=”solid” padding=”5″ width=”200″ global=”false” today=”false” current=”true” icon_position=”” widget_template=”None” ]

Scroll to Top