ميثاق القيم الإنسانية العليا

نشر موقع france24.com  أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اجتمع مساء الأربعاء الموافق 18 نوفمبر 2020  مع مسؤولي الديانة الإسلامية في فرنسا في قصر الإليزيه، وطلب منهم وضع “ميثاق للقيم الجمهورية” يتضمن تأكيدا على الاعتراف بقيم الجمهورية ويشدد على أن الإسلام في فرنسا هو دين وليس حركة سياسية، وينص على إنهاء التدخل أو الانتماء لدول أجنبية.

والآتي يمثل الرد المقترح من المهندس عبد الحليم محمود – كمسلم – على طلب ماكرون، وأيضا يمثل هذا الرد نموذجا لميثاق تعايش المسلمين كمواطنين فى أى دولة فى العالم

  • أولا: نؤكد على أن الإسلام ليس حركة سياسية، وإنما الإسلام دين، كما صنفه الله وارتضاه للمسلمين في الآية الثالثة من سورة المائدة “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا“.
  • ثانيا: أن طلب ميثاق للقيم الجمهورية من المسلمين يعد طلبا عقلانياً من ماكرون، على أن يكون ميثاقاً عامًا بين الدولة وبين ومختلف طوائفها العلمانية والدينية، وبهدف ترشيد السلوك المجتمعي للدولة وللطوائف معا، وليضمن حقوق وحريات جميع طوائفها، على مبادئ العدل والمساواة للجميع دون تمييز طائفة على أخرى.
  • ثالثا: نتقدم بمعايير ترشيد السلوك المجتمعي التالية، كمقترحنا لميثاق القيم الجمهورية الذى طلبه الرئيس ماكرون، وهو مقتبس بالكامل من “منهجية ترشيد البشرية” الواردة في الباب الثالث من كتاب “تأسيس علم الرش الإنسانى + منهجية ترشيد البشرية”، من تأليف كاتب هذا الرد: المهندس عبد الحليم محمود. كما أن المقترح تم تأسيسة بالكامل على آيات القرآن الكريم لنلزم بها أنفسنا – نحن المسلمين قبل شركاء الوطن من غير المسلمين– وليست الآيات القرآنية موجهه للرئيس ماكرون أو للعلمانيين ليؤمنوا بها.

ميثاق القيم الجمهورية

يتكون الميثاق المقترح من أربع مكونات كالتالي:

  • أولا: قاعدة تأسيس الشخصية الرشيدة للمجتمعات.
  • ثانيا: معايير حوكمة المجتمعات الرشيدة.
  • ثالثا: معايير حوكمة اندماج أهل الأديان في أي مجتمع بشرى.
  • رابعا: معايير ترشيد سلوك الدولة.

أولا: قاعدة تأسيس الشخصية الرشيدة للمجتمعات:

أن الناس جميعًا أعضاء متساوون في أسرة واحدة تنتمي لأب ٍواحد، وأمٍ واحدة، لا تمييز فيها لعرقٍ على آخر، ولا لذرية على أخرى، ولا لأهل دين أو فكر على أهل دين أو فكر آخر. والإقرار بأن أن أصل البشر واحد، وخلقتهم الفسيولوجية واحدة. “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)” الحجرات

ثانيا: معايير حوكمة المجتمعات الرشيدة:

  1. حوكمة طاعة أي دين بالقيم الجوهرية العليا لأمن المجتمع والأسرة الإنسانية.
  2. حوكمة التعايش الإيجابي والمتعادل مع العالم بالاعتراف بسيادة، وأمن الشعوب والقبائل والطوائف وبتبادل المعارف والمنافع.
  3. الاعتراف بالمؤمنين من كل الملل، والاعتراف بحقهم في اختيار وممارسة شرائعهم وشعائرهم، مع إقرارهم بحقوق ومسؤوليات المواطنة.
  4. منع الجدل المجتمعي بين أهل الملل، وحصر التنافس على فعل الخيرات.
  5. حوكمة اندماج أهل الملل في المجتمعات بإعلان مرجعيتهم الدينية في قبول التعايش مع الآخر بسلام وأمن وتعاون واندماج ودفاع عن الوطن الذى يعيشون فيه.
  6. حوكمة تماسك واستدامة الأوطان بمحافظة الدولة والشعب على معايير العدل والأمن والمساواة المطلقة بين جميع الناس، من جميع الأصول، ومن جميع الملل.
  7. حصر حق القتال في الدفاع عن النفس، وعن الدين، وعن الدار، وعن الوطن.

ثالثًا: معايير حوكمة اندماج أهل الأديان في أي مجتمع بشري:

قدم القرآن أربعة حقائق عن دين الله تقدم كحجج ضد مدعى التميزً من أي دين.

  1. رفض الادعاء بالتميز من أهل أي ملة أو جنس: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)” المائدة
  2. لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256)” البقرة.
  3. اعتبار من يعتدى على الناس باسم الدين كاذباً. “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)” البقرة.
  4. أن الإيمان بكتاب الله يستلزم العدل والمساواة بين جميع الناس: “فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)” الشورى

رابعا: معايير ترشيد سلوك الدولة:

  1. منع تدخل السلطة التنفيذية فى دين الناس على الإطلاق: “لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)” البقرة.
  2. إلزام الدولة بتأمين دور العبادة وأتباعها من جميع الملل. “الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) “ الحج
  3. تمكين الدولة لأهل كل ملة بالحكم بكتابها المنزل: “وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فأولئك هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) المائدة.
  4. إلزام أهل الأديان بالإقرار بأن نظام الحكم في الدولة يقوم على أسس الحق والعدل والعرف والقانون، وحقوق المواطنة المتساوية على الجميع، وليس على أساس الدين:
    • خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) الأعراف
    • ” فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُاللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)” الشورى
    • “يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّوَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)” ص.
    • “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِإِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا”(58) النساء.
  1. رفض الحكم باسم الله من أحد من البشر، وحصر صفة حكم الله على ما أنزل الله فى الكتاب، لأن الله لم يفوض أحدا فى الحكم باسمه ولا حتى رسوله صلى الله عليه وسلم. “وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)” المائدة.
  2. منع التفتيش على إيمان الناس أو الحكم على إيمانهم من عدمه أو إصدار الأحكام عليهم بسبب أيمانهم. “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)” النساء.
  3. دعوة جميع طوائف المجتمع من مؤمنين وغير مؤمنين لعدم الانفكاك عن نسيج مجتمع المواطنة وحصر التنافس في فعل الخيرات. لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون (48) المائدة.

مع تحيات

المهندس عبد الحليم محمود

مؤلف كتاب “تأسيس علم الرشد الإنسانى

+ منهجية ترشيد البشرية”

Info@Arab.Academy

مبادرة بناء قدرات الرشد الإنسانى على اللينكدان

صفحة علم الرشد على الفيسبوك

صدر في يوم الاثنين الموافق 23 نوفمبر 2020

 

#فرنسا #المسلمين #الاسلام #التعايش #فوبيا_الاسلام #اضطهاد_المسلمين #ارهاب_المسلمين

Scroll to Top