حقائق انتماءات الإنسان

تكمن أول معايير ترشيد البشرية في ترسيخ مفهوم تأصيل الأشياء، أو ربط الأشياء بأصولها. لا تظن أبدًا أن هناك أي شيء في الدنيا ليس له أصل ينتمي إليه، أو مهمة مكلف بها، وذلك ابتداءً من نفسك، مرورًا بأصغر نملة تراها، وانتهاءً بأكبر مجرات السماوات التي لا تراها. فكل شيء من هؤلاء له أصل وله مهمة. وفهم خريطة تلك الأصول ومهامها توجه مفاهيم الإنسان الرشيد إلى أصوله، والى الولاء لها، وترسيخ الانتماء لتلك الأصول، كما توجهه لكيفية الاندماج فيها. 

وبناءً عليه فالإنسان ينتمي إلى أسرة بنى آدم أيًا كان لونه، أو عرقه، أو ملته، أو دولته. وهو أيضًا ما يدل على أن أعضاء أسرة بني آدم قد خلقهم الله متساوون عنده في الدرجة دون أي تمييز لأيٍ منهم، ذلك الانتماء لتلك الأسرة يرتب على كل إنسان مهمة بمسؤوليات العطاء، والمساعدة، والتواصل، والعمل الجماعي نحو العائلة، ويرتب أيضًا على العائلة نفسها مسؤولية جماعية بالحماية والرعاية والمساعدة نحو كل فرد منها.  

وكما ينتمي الإنسان إلى أصل وهو أسرة بنى آدم، فان أسرة بنى آدم تنتمى الى الأرض التي تعيش عليها. وهذه الأرض وما فوقها من سماء تنتمي إلى الكون، وهذا الكون ينتمي إلى صاحبه الذي فطره، وفطر الشمس، والقمر، والكواكب، والمجرات التي تسبح في الملكوت. 

إشترى كتاب “تأسيس علم الرشد الإنسانى” من هذا الرابط

Scroll to Top