كتاب إكتشاف الْمَنْهَجِ الْعِلْمِيِّ لِلْقُرْآنِ
يمكنك قراءة الكتاب وتحميله من على هذا الرابط
المنهج_العلمى_للقرآن.pdf
القرآن الكريم هو كتاب دين محمول على علم، ومنهج علمى، وبرهان علمى لم يمكن دحضه منذ ١٤ قرنا وحتى الآن، أثبتت آيات براهينه أنه منزل من عند الله بكلامه وبعلمه ليكون للعالمين نذيرا. والقرآن جعله الله فرقانا ليفرق به الناس بين الحق والباطل فى مفاهيم الدين التى ورثوها من قبل او اصطنعوها. وأول تلك المفاهيم هو وحدانية الله وتنزيهه عن الشرك به فى العبادة أو فى الملك أو فى الخلق أو فى تقدير الأقدار. إقرأ: { تَبَارَكَ ٱلَّذِی نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِیَكُونَ لِلۡعَـٰلَمِینَ نَذِیرًا (1) ٱلَّذِی لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَمۡ یَتَّخِذۡ وَلَدࣰا وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ شَرِیكࣱ فِی ٱلۡمُلۡكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَیۡءࣲ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِیرࣰا (2)} سورة الفرقان.
والقرآن ليس مجرد كلاما لله فحسب ولكنه أيضا علم من علم الله مما شاء له ان يحيط به الناس. إقرأ: { ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ} [سورة البقرة:255]. ويوم القيامة يسأل الله الناس لم يحيطوا علما بهذا العلم الذى أنزله لهم فى القرآن. إقرأ: { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) }. [سورة النمل]
وإذن فالقرآن هو كتاب علم دين الله، ودين الله هو الدين القيم على كل أديان الناس، أو بمعنى آخر هو المعيار الالهى للدين الذى يجب على كل مؤمن بالله أن يعاير عليه دينه. إقرأ: { أَفَغَیۡرَ دِینِ ٱللَّهِ یَبۡغُونَ وَلَهُۥۤ أَسۡلَمَ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعࣰا وَكَرۡهࣰا وَإِلَیۡهِ یُرۡجَعُونَ }[سورة آل عمران: 83]
والقرآن كتاب علم بالمعنى الاكاديمى لكلمة العلم ليس فقط لأن الله قدمه للناس ككتاب علم فى اول القرآن {ذَ ٰلِكَ ٱلۡكِتَـٰبُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِینَ }. [البقرة: 2], ولكن لأن الله اثبت فى آياته كيفية التحقق من صدق أو دحض حقيقة أنه من عند الله بالفعل، وهى طريقة المنهج العلمى الحديث التى دعت اليها نظرية الدحض لكارل بوبر (1902-1994) بأنه الفرق بين العلم واللا علم لأى ادعاء بنظرية علمية هو تقديم هذه النظرية لطريقة إجراء تجربة قادرة على دحضها. وهو ما سبق به القرآن هذه النظرية منذ 14 قرنا. إقرأ: { وَإِن كُنتُمۡ فِی رَیۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُوا۟ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُوا۟ شُهَدَاۤءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ }. [سورة البقرة: 23]
ويعد ذلك الإثبات المنزل فى آيات القرآن برهانا موجودا العالم الطبيعى، وهو برهان قابل للدحض على مدى الزمان، ولكنه لم يدحض ابدا، رغم محاولات العديد من الناس والعلماء على مدار ال ١٤ قرنا. ولذلك بشرت الآية التى تليها انه لن يستطع احد ان يدحض تلك الحقيقة الى يوم القيامة. إقرأ: { فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُوا۟ وَلَن تَفۡعَلُوا۟ فَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِی وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَـٰفِرِینَ } [سورة البقرة: 24]. وتعد هذه البشارة فى تلك الآية بمثابة برهان آخر قائم الى يوم القيامة على أن القرآن منزل من عند الله
وبناء على ذلك فلا يملك أحد من أولى العلم الطبيعى ان ينكر الحقيقة العلمية للقرآن أو ينكر أنه منزل من عند الله ما لم يأت ببرهان او بتجربة تدحض تلك الحقيقة. وكذلك فإن تصنيف القرآن الكريم ككتاب علم، طبقا لمنظور وتعريف المنهج العلمى الحديث يعد اكتشافا علميا جديدا نقدمه الى عالم الدين وعالم العلم معا، ليجتمعا لاول مرة على حقيقة لا يمكن دحضها علميا.
هَذا الكِتَابُ عِبَارَةٌ عَنْ طَبْعَةٍ لِبحث عِلْمِيِّ بعُنْوَانِ (اِكْتِشَافُ اَلْمَنْهَجِ اَلْعِلْمِيِّ لِلْقُرْآنِ)
وَالْهَدَفُ مِنْه هُوَ اَلْإِجَابَةُ عَلَى سُّؤَالِ
هَلِ اَلْقُرْآنُ كِتَابُ دِينٍ فَقَطْ؟ أَمْ كِتَابُ دِينٍ وَعِلْمٍ من الله
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.