2.2.1 تعلم معايير دين القيمة

أيات دين القيمة فى سورة البينة

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) البينة.

التعريف اللغوى وفهم السياق والمعنى لـ “دين القيمة”

تعريف “القيمة” لغويا: يقول  محمد بلال إبراهيم البربرى في كتابه التفسير اللغوى الموجز للجزأ الثلاثين: القيمة صفة مؤنث لمضاف مؤنث مقدر بعد كلمة “دين” بمعنى دين “الأمة” القيمة أو “الكتب” القيمة كما شرحت الآية الثالثة , ويمكن أن تكون التاء جاءت لتأنيث “القيم” للمبالغة في صفة “القيم” على وزن علامة من عالم. و قال الخليل: ” القيمة ” جمع القيم، والقيم والقائم: واحد.

فهم سياق الآيات: تنعى الآيات على الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ما فعلوه من الانفكاك المجتمعى والتفرق الدينى رغم بينة حصر أمر الله للمؤمنين على عبادة الله وإخلاص التوجه الحنيف له دون أى أذى لغير المؤمنين ولا لأهل الكتاب , بل يحافظ على وحده الدين مع أهل الكتاب وعلى تماسك المجتمع الإنساني مع المشركين ومع أهل الكتاب.

فهم معنى دين القيمة من التعريف اللغوى ومن سياق السورة نفهم أن “دين القيمة” هو وصف لـ “القيمة الإنسانية” التي تجمع المؤمنين وغير المؤمنين في تماسك مجتمع إنساني يقوم على العدل والآمن والتواصل بين مختلف أصحاب الديانات على أساس “القيمة الإنسانية”. وفي دين “القيمة الإنسانية” يتواصل المؤمن مع ربه – في دين معلن للجميع بخالص بتوجهه الخالص لله (حنيفا) والمسالم للناس

معايير (مقومات) دين القيمة المنزل

1- حصر دعوة الدين الجوهرية في 11 فقط غير قابلة للزيادة , وفى ذلك حماية للدين من إضافات بشرية وما يتبعها من تطرف

2- حصر الآمر لدعوة الدين في الله وحده وفى ذلك حماية للدين وللمؤمنين وللمجتمعات من زعماء الملل التي تبدل دين الله

3- حصر قيمة الكتاب

4- عبادة الله وحده: التحرر من عبادة أي شئ غير الله

5- إخلاص الدين لله: عدم الشرك مع الله في العبادة وعدم أخذ آمر الدين الا منه أو إعطاء ميثاق السمع والطاعة في الدين الا لله

6- حنفاء لله: استدامة المشى في الحياه على صراط الله المستقيم واستدامة التوجه العلوى لله وحده بدون انحراف

7- التواصل مع الله – إقامة الصَّلَاةَ: وهى استدامة التواصل م مع الله

8- التواصل مع الناس – إيتاء الزَّكَاةَ: وهو استدامة التواصل الإنساني مع الناس واستدامة التماسك والتعاون المجتمعى

9- إعلان بينة (وسلام دعوة) الدين المحصورة فيما تلاه الرسول من صحف مطهرة فيها كتب قيمة منه موجهه الى الأمم المختلفة

10- تماسك المجتمع الإنساني حول القيم الإنسانية العليا من سواسية الناس في حرية الدين وحقوق العدل وتماسك وأمن وسلام المجتمع

11- تجمع أهل الكتاب في أمة واحدة من مسلمين ومسيحيين ويهود على قيمة الدين الواحد لله المذكورة في التوراة والإنجيل والواردة  في الآية الخامسة من سورة البينة “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”

آيات الدين القيم

  • قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين [ الأنعام 161 – 163 ] .  الصراط المستقيم هو استدامة العيش على قيم الدين والتي طبقها إبراهيم في ملته وتتلخص في التوجه في الحياة والممات لله وحده وعدم الشرك به (الاستدامة)
  • إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) التوبة. علو وبينة قيم الدين في الحياة لتدور مع حركة السموات والأرض فهى مقاربة لتكامل القيم المحركة الإنسان مع القيم المحركة لملكوت السماوات
  • مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) يوسف: بينة وحصر الحكم في الدين والعبادة لله وحده ورفض ذلك من سواه.
  • فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) وَإِذَا الروم. بينة علو دين الله القيم على ما سواه من مفاهيم وتوجهات , وبينة إفراد التوجه لله وحده (حنيفية) , وبينة ثبات دين الله – لا يتغير – كما فى ثبات خلقه لفطرة الإنسان التي لا تتبدل , وبينة وحدة دين الله التي لا تتفرق إلا عند المشركين بالله.
  • لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) البينة. البينة هي الرسول والصحف المطهرة معا , والكتب القيمة هي مجموع للكتاب الذى وجهه الله لأهل الملل في القرآن فقد وجه كتابا لأهل التوراة غير كتابه لأهل الإنجيل وآخر لأهل الكتاب مجتمعين وآخر للناس وآخر للمؤمنين. ودين القيمة له دعوة قيمة على غيره من كل الدعوات الدينية والإنسانية لأنها دعوة لإقامة مجتمع متماسك من مختلف الأديان ليعيش بسلام وحرية لا إكراه فيها على الدين ووضعت سقفا لأعمال المؤمنين المجتمعية لا تتعدى عبادة لله وإخلاص الدين له والصلاة والزكاة (الاندماج المجتمعى)
  • الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَ[الآية 1-2 من الكفه ] ، فنفى عنه العوج ، وأثبت له الاستقامة وأثبت له القوامه على غيره من الكتب وعلى الناس
  • إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) الإسراء. مقاربة تحول الى (التحسين)

التالى

السابق


اكتشاف المزيد من معهد علم الرشد

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Scroll to Top